المحاضرة الرابعة


أنواع صعوبات التعلم
 

    بما أن ميدان صعوبات التعلم  يتألف من حالات متنوعة واسعة ، فمن المهم توضيح أنواع المشكلات التي يظهرها الأطفال ذو صعوبات التعلم  وقد حدث جدل كبير حول جوهر ص. ت أو النوع الأهم من تصنيفات صعوبات التعلم  حيث يؤكد البعض بأن مشكلات القراءة واللغة هي الجوهر والأساس، في حين ذهب بعض المهنيين  إلى أن الصعوبة في الانتباه هي الأساس، وأشار البعض إلى أن (الاضطرابات النفسية) مثل الذاكرة، الإدراك.. الخ هي الأساس أيضاً.

أن تصنيف المؤلفين لــ (صعوبات التعلم ) يتضمن كلاً من صعوبات التعلم  الواردة في تعليمات الحكومة الاتحادية والعجز في جوانب النمو التي تحدث في مستوى ما قبل المدرسة وما بعده من مستويات وهي ضوء ذلك يمكن تصنيف ص. ت إلى مجموعتين:

1.      صعوبات التعلم النمائية: والتي أشير إليها في تعريف الحكومة الاتحادية بالعمليات النفسية الأساسية.
2.      صعوبات التعلم الأكاديمية : وهي التي يواجهها الأطفال في المستويات الصفية المختلفة.
 
 

أولاً : صعوبات التعلم النمائية:

      تشتمل صعوبات التعلم النمائية على تلك المهارات السابقة التي يحتاجها الطفل بهدف التحصيل في الموضوعات الأكاديمية، حيث تضطرب هذه الوظائف بدرجة كبيرة وواضحة ويعجز الطفل عن تعويضها من خلال وظائف أخرى عندئذ تكون لديه صعوبة في تعلم الكتابة أو التهجئة أو إجراء العمليات الحسابية إذا أنه حتى يتعلم الطفل كتابة اسمه فلا بد أن يطور كثيراً من المهارات الضرورية في الإدراك ، والتناسق الحركي، وتناسق حركة العين واليد، والتسلسل.

·        تعتبر الصعوبات أكثر شيوعاً بين الأطفال ذوي صعوبات التعلم  حيث تظهر كثيراً قبل دخول الطفل المدرسة.

·        تنقسم صعوبات التعلم النمائية إلى صعوبات: أولية (ذاكرة – انتباه + إدراك). وصعوبات التعلم  النمائية الثانوية (تفكير _ ولغة شفهية).  وسميت الأولية بذلك لأنها وظائف عقلية أساسية متداخلة فإذا أصيبت باضطرابات فإنها تؤثر على الثانوية وهي التفكير واللغة والشفهية.  وسميت الصعوبات الثانوية بذلك لأنها تتأثر وبشكل مباشر وواضح بالصعوبات الأولية.


توضيح للقدرات النمائية الأولية والثانوية:

1-      الانتباه (Attention): هو القدرة على اختيار العوامل المناسبة ووثيقة الصلة بالموضوع من بين مجموعة من المثيرات (سمعية، لمسية ، إحساس حركة) والتي يصادفها الكائن الحي في كل وقت.  فحين يحاول الطفل الانتباه والاستجابة لمثيرات كثيرة جداً فإننا نعتبر الطفل مشتتاً، ويصعب على الطفل التعلم إذا لم يتمكن من تركيز انتباهه على المهمة التي بين يديه.

2-      الذاكرة (Memory) :هي القدرة على استدعاء ما تم مشاهدته، سماعة ، أو ممارسته أو التدريب عليه، فالأطفال الذين يعانون من مشكلات واضحة في الذاكرة السمعية مثلاً قد تكون لديهم مشكلة في تذكر أو الأشياء التي سبق لهم أن سمعوها كتذكر أصوات الحروف وأسماء الأرقام .. إلخ.

3-      الإدراك (العجز في العمليات الإدراكية) (Perceptual Disabilities)تتضمن إعاقات في التناسق البصري الحركي والتمييز البصري، والسمعي، واللمسي، والعلاقات المكانية وغيرها من العوامل الإدراكية.

4-      التفكير (اضطرابات التفكير) (Thinking Disorders): تتألف من مشكلات في العمليات العقلية تتضمن الحكم والمقارنة وإجراء العمليات الحسابية، والتحقق، والتقويم، الاستدلال، التفكير الناقد، أسلوب حل المشكلة، اتخاذ القرارات.

5-      اللغة الشفهية (اضطرابات اللغة الشفهية) :(oral Language Disorders) ترجع إلى الصعوبة التي يوجهها الأطفال في فهم اللغة ، وتكامل اللغة الداخلية ، والتعبير عن الأفكار لفظياً.
 
 

ثانياً : صعوبات التعلم الأكاديمية :

هي صعوبات التعلم التي تظهر أصلاً من قبل أطفال المدارس، حيث تشمل الصعوبات الأكاديمية التالية:
1. الصعوبات الخاصة بالقراءة.
2. الصعوبات الخاصة بالكتابة.
3. الصعوبات الخاصة بالإملاء والتعبير التحريري .
4. الصعوبات الخاصة بالحساب.

  فحين يظهر الطفل قدرة كامنة على التعلم، ولكنه يفشل في ذلك بعد تقديم التعليم المدرس الملائم له، عندئذ يؤخذ في الاعتبار أن لدى الطفل صعوبة خاصة في تعلم القراءة أو الكتابة ( الإملاء – الخط – التعبير التحريري)

  علاقة صعوبات التعلم النمائية بالأكاديمية :

لتوضيح علاقة صعوبات التعلم الأكاديمية بالصعوبات النمائية ، سيتم عرض المثال التوضيحي التالي :
توني طفل عمره 9 سنوات ، ويدرس في الصف الرابع الابتدائي ، وتم تحويله للتقييم لأنه لم يتعلم القراءة . فعدم القراءة  قد تنتج عن تخلف عقلي أو قصور  بصري واضح أو ضعف سمعي ، ولاستبعاد  هذه الاحتمالات تم فحص الطالب في هذه المجالات جميعها . وقد كانت حدة إبصاره ضمن المعدل الطبيعي ، وقد  أوضح التخطيط السمعي وجود قدرات سمعية عادية ، وقد كان عمره العقلي حسب اختبارات الذكاء مساو لعشر سنوات ، وهو يحضر إلى المدرسة بشكل منتظم منذ كان عمره 6 سنوات . وقد كان تحصيله في العمليات الحسابية في مستوى الصف الرابع الابتدائي ، ولكن مستوى درجته في القراءة كان منخفضا عن مستوى الصف الأول الابتدائي . مما يظهر تبايناً بين ذكائه ، وقدراته اللغوية وأدائه في الحساب بشكل عام وبين قدرته على القراءة بشكل غير كاف . 

والسؤال المهم هو : ما هي القدرة أو قدرات التعلم النمائية التي يعاني الطفل من تأخر فيها أو ما هي المهارات (المتطلبات السابقة لتعلم القراءة) التي لم تنمو أو لم تعمل بدرجة مناسبة؟ ما الذي منع الطفل  من تعلم القراءة باستخدام طرق التعليم المستخدمة مع  العاديين؟

ولقد كشفت عملية التقييم أن الطالب يجد صعوبة في قدرتين من القدرات النمائية ، وهما :

1-    صعوبة في تركيب وجمع الأصوات ( حيث قدمت للطالب كلمة مكونة من 3 أحرف ج – ل – س ، إلا أنه لم يكن قادراً على جمع هذه الأصوات الثلاثة في كلمة واحدة .

2-    صعوبة في الذاكرة البصرية ،ة إذ لم يتمكن الطفل من إعادة كلمة عرضت عليه بصريا  من الذاكرة ، فعلى سبيل المثال كتبت كلمة حصان على السبورة  وقد أخبر الطفل بان الكلمة هي حصان ومن ثم مسحت الكلمة وطلب من الطفل أن يكتب الكلمة التي كانت مكتوبة على السبورة  من الذاكرة ، وقد كررت العملية 7 مرات قبل أن يتمكن الطفل من كتابة الكلمة من الذاكرة  وفي ضوء ذلك تم افتراض أن صعوبات التعلم النمائية المتمثلة في ضعف توليف الأصوات ( إدراك سمعي ) وفي ضعف التصور ( ذاكرة بصرية ) هي التي تمنع الطفل من تعلم القراءة  . ومن خلال التدريب المكثف تم تعليم الطفل  استخدام جمع الأصوات وتشكيلها باستخدام الطريقة الصوتية في تعلم القراءة وكذلك تطوير التصور في معرفة الكلمات المرئية  وبتطوير هاتين القدرتين في مهمة القراءة  تعلم الطفل هذه المهمة .
 
 

العوامل المساهمة في انخفاض التحصيل الأكاديمي :

العوامل الخارجية (Extrinsic):
   ترجع إلى العوامل البيئية التي تسهم في إنخفاض التحصيل وتتضمن العوامل الثقافية والظروف الإجتماعية الإقتصادية ونقص فرص التعليم والتعلم غير الكافي.

  العوامل الداخلية (Intrinsic)
 ترجع إلى ظروف داخل الفرد.  وتتضمن هذه الظروف التخلف العقلي، والإعاقات الحسية (الإعاقة السمعية أو الإعاقة البصرية) والإضطرابات الإنفعالية الشديدة، وصعوبات التعلم، وقد أشير إلى العوامل الداخلية في تعريف الحكومية الإتحادية الأمريكية من خلال (الاضطرابات النفسية).
 
 
المرجع:
السرطاوي, زيدان. السرطاوي, عبدالعزيز. (1988م). صعوبات العلم النمائية و الاكاديمية. الصفحات الذهبية: الرياض.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق